معلما السلام والاطمئنان؛ فقیه مسلم وراهب بوذي
وجاء ذلك في مقال قصیر للکاتب والباحث الديني الإیراني "سید هادي الطباطبایی" بمناسبة رحیل الفقیه والمرجع الشیعي الشهیر آیة الله صافي کلبایکاني والراهب البوذي الداعي إلی السلام "تیك نات هان" في فیتنام وجاء في المقال فیما یلي:
"رجلان أغمضا أعینهما إلی الأبد وهما کانوا معلمين روحانیين للبشریة وعاشا عمراً مدیداً حیث عاش أحدهم ما یقارب القرن والآخر أکثر من ذلك.
وقضی الراهب "تیك نات هان" عمره یدعو إلی السلام وکان الرجل الذي یبحث عن السلام الخارجي من خلال السلام الباطني الذي تمتع به حتی توفی قبل أیام معدودة.
ولم یمر وقت طویل حتی توفي آیة الله صافي کلبایکانی وهوأیضاً کان معلماً للروحانیة وکان الکثیر مولعين بتعالیمه وتعلم منه الکثیر سنن الإطمئنان والسلام.
وکان یؤمن نات هان بالتعالیم البوذیة إذ کان یقول یجب أن تتجدد البوذیة للبشر المعاصر وإن مشکلة البشر الدائمة هي "المشقة" وکان یعتقد أن الحلّ یکمن في "توجه الوعي".
كما كتب "نات هان" العديد من الكتب، وجميع كتبه تظهر تقاليده مثل "طريقة الجلوس"، و"طريقة الأكل"، و"طريقة المشي"، و"طريقة القتال" و...وكان يقول إن أي ممارسة يومية يمكن أن تصبح طقوساً.
وفي المقابل کان یبذل آیة الله صافي کلبایکاني إهتماماً کبیراً بالطقوس الدینیة الخاصة وعموماً کان محور إهتمامه شرح العقیدة الدینیة فإذا کان نات هان تحدث عن مناهج الأکل والمشي مثلاً فکان آیة الله صافي کلبایکانی تحدث عن "الحج" وعن "رمضان ومدرسة التربیة والأخلاق" وکان یسلط الضوء علی الطقوس الدینیة الخاصة.
والآن قد فارق کل منهما الحیاة. ربما بحثا عن سبل تقلیل مشقة البشر في الحیاة فکان أحدهما یرید أداء کل الأمور الیومیة بطریقة دینیة والآخر کان یهتم کثیراً بطقوس دینیة خاصة.
فإذا کانت جهودهما أدت إلی تقلیل مشقة البشر وفرضت علیه حالة من الهدوء والإطمئنان فبالتأکید إنها ستکون مفیدة للبشر المعاصر بقیت علی شکلها التقلیدی أو تم تحدیثها.
إذا أدت تلك الجهود إلی رفع عبء الشقاء عن الإنسان فإن ذلك سیزید من شعبیة الفقیه المسلم والراهب البوذي معاً.
