ایکنا

IQNA

عيد الغدير عهد الإيمان

11:26 - July 29, 2021
رمز الخبر: 3482026
قد نزلت الآية الـ67 من سورة المائدة المباركة إبان اجتماع الناس والحجيج على غدير خم وهو مكان بين مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث بلغّ النبي الأعظم(ص) ما أمره الله عز وجل في ولاية علي(ع) على المسلمين بعده.

"يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ المائدة (67)".

ونحن في ظلال هذه الآية الكريمة التي توضح وتبين أجر الرسالة وعروة الإيمان بعد النبي الأعظم(ص) وهو وصيه المرتضى ـ عليه الآلاف التحية والسلام ـ وقد نزلت هذه الآية إبان اجتماع الناس والحجيج على غدير خم وهو مكان بين مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث بلغّ النبي الأعظم(ص) ما أمره الله عز وجل في ولاية علي(ع) على المسلمين بعده.

وولايته(ع) قد أقرها العقل والنقل فالعقل لايقبل أن يذهب أي صاحب رعية ويترك رعيته بدون وصية وعدم قبوله لذلك لأن من كان مسؤولاً عن رعية ما عاقل والعاقل لاينقض غرضه ببساطة تامة يمكن تصور ذلك في المولى العرفي فما بالك بالنبي الأعظم(ع) سيد العقل وأكمل عقل على الإطلاق فمن يقبل على النبي(ص) ذلك فقد انتقص من جلالته وسموه واساء إلى مقامه وتدبيره(ص).

وهنا لابد من أن يوصي لمن هو أهل وأكمل لذلك المقام فلا وجة لتصور الخلاف لأن ذلك  عناد ومكابرة على الحق وهذا من أكبر الضلال والهلاك نستعيذ بالله!
 
أما النقل فقد تواترت النصوص واستفاضت في هذه الحادثة من الطريق العامة والخاصة فهي يقينية الحدوث ولاسيما أن من نقلها عشرات الصحابة من طريق العامة وعن طريق الخاصة فقد شددوا سادة الخلق العظام آل محمد الكرام عليهم السلام على أن الإيمان بها ضرورة ولأن نكرانها مدعاة للضلال والشطط ويجر إلى تكذيب الرسالة المحمدية! 

ومن تلك النصوص مارواه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني رضوان الله عليه في الكافي الشريف وباسانيد مختلفة تفوق حد الوثاقة إلى الصحة والاعتبار حيث نقل عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد الزيادي ، عن الحسن بن علي الوشاء قال: "حدثنا أبان بن عثمان، عن فضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): قال: بني الاسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية".

وفي سند آخر نقل عن  أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه – يعني الولاية -.وهذه عينة من مئات الأحاديث الشريفة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام على أهمية الولاية. 

وهناك طائفة أخرى تدل على خطورة عدم الإيمان بهل فلا عمل يرفع ويقبل بدونها وهنا تتضح الهلكة والضلال والخسران بجحودها فقد نُقل عنهم عليهم السلام فعن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أباجعفر عليه السلام، يقول: كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه، ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير، والله شانئ لأعماله (إلى أن قال) وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد.

وكذلك عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث) قال: "ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمان الطاعة للامام بعد معرفته، أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الايمان".

وهناك عشرات الأحاديث بل مئات دلت على هذا المعنى ومن هنا يجب الاعتناء بهذه الذكرى بتجديد الولاء والانتماء لهم عليهم السلام وصقل النفوس على حبهم وولايتهم وكذلك معرفة أعدائهم والبراءة منهم.

وعلى شبابنا النخبوي المؤمن أعزهم الله أن يحملوا هذا الولاء في جميع شؤونهم حتي يكونوا مصداق لكلامهم عليهم السلام كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم فالهجمة تتسع على معتقداتنا والاعداء يتربصون بنا الدوائر فلا أمل لنا سوى التمسك بهم وبتعاليمهم عليهم السلام وان ينشر الشباب المؤمن تلك التعاليم على الواقع فعندها قد ادينا بيعة الغدير وبايعنا العدل والصدق والإيمان الذي جسده المولى أمير المؤمنين عليه السلام.

بقلم الباحث الديني  الشيخ احمد صالح آل حيدر
 
captcha