"ويلفريد ماديلونغ" کان باحثاً مثابراً في الدراسات الإسلامیة والشیعیة
وتحدث الباحث والأکادیمي الايراني المدرس في مؤسسة "الموسوعة الإسلامیة" في إیران "محمد کاظم رحمتي" فی مقابلة خاصة لوکالة "إکنا" للأنباء القرآنیة الدولية عن المستشرق الألماني الشهير والباحث والخبير في الدراسات الإسلامية البروفيسور "ويلفريد ماديلونغ"(Wilferd Ferdinand Madelung) الذي فارق الحیاة الثلاثاء الماضي 9 مایو 2023 حيث کان خبیراً في الدراسات الإسلامیة والشیعیة.
وقال إن البروفيسور ماديلونغ کان وجهاً معروفاً للکثیر من الباحثین بسبب دراساته الواسعة ومؤلفاته الکثیرة کما إني أیضاً قمت بدراسة کتبه فی مجال علم الکلام وتأریخ الزیدیین.
وأضاف الباحث الايراني في التاريخ والكلام الاسلامي "محمد کاظم رحمتي" أن معظم کتب البروفيسور "ويلفريد ماديلونغ" مترجمة إلی الفارسیة ومتواجدة في متناول الید.
وأردف رحمتي مبیناً أن "ويلفريد ماديلونغ" قد درس وتلمذ علی ید "برتولد اشبولر"، و"رودولف اشتروطمن" وهما من أفضل الباحثین الإسلامیین فی ألمانیا وقام في مرحلة الدکتوراه بدراسة موضوع الزیدیة والزیدیین وشخصیاتهم البارزة في الیمن.
وقال الباحث الإیراني ان أهم کتاب ترجم إلی الفارسیة للفقید ماديلونغ کان کتاب "خلافة محمد(ص)" مبیناً أنه من أهم الکتب في مجال التاریخ الإسلامي حیث یدرس الکاتب تاریخ صدر الاسلام إبتداء من رحلة النبی (ص) حتی بدایة خلافة الإمام علی (ع).
وأشار الى أنه قد قام الکاتب في کتاب خلافة محمد (ص) بدراسة آیات من القرآن الکریم وسیرة الأنبیاء ثم یزعم بأن خلافة الأنبیاء دائما کانت لأحد مقربیهم.
وتطرق الأکادیمی الإیرانی إلی موضوع نفوذ التوجهات السیاسیة فی الدراسات الشیعیة الغربیة قائلاً إن دراسة تاریخ الشیعة سیما بعد إنتصار الثورة فی إیران أصبح الترکیز فیها علی الخلاف بین الشیعة والسنة.
هذا ويذكر أنه توفي أمس الثلاثاء 9 مايو / أيار 2023 للميلاد المستشرق الألماني الشهير والباحث والخبير في الدراسات الإسلامية البروفيسور "ويلفريد ماديلونغ" عن عمر ناهز 93 عاماً.
وتجدر الاشارة الى أن ويلفريد ماديلونغ ولد العام 1930 للميلاد فی مدينة "شتوتغارت" الألمانية ودرس وتعلم في القاهرة حيث حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب الإسلامي من جامعة القاهرة في عام 1953 للميلاد ثم أكمل دراسته في مرحلة الدكتوراه في فرع الدراسات الاسلامية بجامعة "هامبورغ" الألمانية.
وشغل منصب رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة "أكسفورد" البريطانية لمدة 20 عاماً، ودرّس كأستاذ زائر في العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية بما في ذلك جامعة كولومبيا.
ومن ميزات الفقيد الإستناد إلى المصادر الشيعية الأصيلة في دراساته الدينية وإتباع المنهجية وفهم التعاليم ومعرفة الوجوه البارزة في مجال العلم والفكر.
ومن أهم الكتب الصادرة عنه "المدارس والفرق الإسلامية في القرون الوسطى"، و"خليفة النبي محمد(ص)"، وهي كتب مترجمة إلى الفارسية ومتوفرة في إيران حیث حاز کتاب "خلیفة النبي محمد(ص)" على جائزة كتاب العام لجمهورية إيران الإسلامية عام 1997 م.
وشارك في الحفل الختامي لمؤتمر "دور الشيعة في ظهور العلوم الإسلامية وانتشارها" الدولي الذي انعقد عام 2018 للميلاد برعاية المرجع الديني الكبير "آية الله العظمى مكارم الشيرازي" في مدينة "قم المقدسة" جنوب العاصمة الايرانية طهران حيث قام بالقاء كلمة في هذا الحفل.
