واحتفاءً بعيد الغدير الأغر وبرعاية الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة، إنطلقت مساء أمس الأول الجمعة السادس من شهر أغسطس / أب الجاري فعاليات المؤتمر الرقمي الاول لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) والموسوم بعنوان "بناء الدولة في تراث الإمام علي عليه السلام" الذي يقيمه مركز المرايا للدراسات والإعلام بالتعاون مع كلية الآداب بجامعة الكوفة عبر منصة (ZOOM).

وقال عضو مجلس إدارة العتبة العلوية رئيس قسم الاعلام "فائق الشمري" في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر ناقلاً تحيات الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة للمشاركين  ان "العتبة العلوية المقدسة تهديكم أطيبَ التحايا، أيّها الحامِلون لرايةِ العلمِ الممزوجِ بالعملْ، يا مَنْ شربتُم من رحيقِ هذه التربةِ العلميةِ الخصبة، لِتتحمّلوا المسؤوليةَ الجسيمةَ في حملِ رسالةِ الفكر إلى الأجيالِ اللاحقةْ، وتكونوا أمناءَ عليها كما أُؤتُمِن عليها مَنْ كانَ قَبلَكمْ مِنْ أكابرِ العُلماءِ الذينَ ثبتوا قدماً راسخةً في ساحةِ العلمِ والمعرفةِ".

وأضاف الشمري ان "مؤتمرَكم المُبارك هذا يُمثّل خطوةً في الاتجاهِ الصحيح إن شاءَ الله تعالى.. خطوةً باتجاهِ ترسيمِ العلاقةِ بينَ العالِمِ والمُتعلِّم، بينَ المُفكّرِ والباحِثْ، بينَ السائلِ والمُجيب، وهيَ خطوةً مُباركةً جداً لأنها تسيرُ على هدى السيرةِ العطِرَةِ للإمامِ أمير المؤمنينَ عليهِ السلام، هذا العَلَمُ العملاقُ الذي ما فتِئتْ الدُهورُ تتغّنى بمناقبهِ الكثيرة ومحامِدهِ الوَفيرة.

وقال: "اليومَ علينا أن نَبذلَ كلَّ جُهودِنا ونُوظّفَ أقصى طاقاتِنا منْ أجلِ خِدمةِ أجيالِنا والحفاظِ على هويَّتهِمْ وتُراثِهم الخاص، في ظلِّ هذهِ الظروفِ العصيبةِ التي تمر بها الأمة, مبيناً اهمية خدمةِ الوَطَن والحفاظِ على هويتهِ العربيةِ الاسلاميةِ الاصيلةِ التي تقومُ على أساسِ كلِّ خُلُقٍ جميلٍ وأدبٍ رفيع".

من جانبه أوضح الدكتور عباس الحيدري رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب ممثلا عن عمادتها في كلمة له قائلاً: "ان كليتنا من الكليات التي تهتم بتأثير وبناء الشخصية الإنسانية وبناء الدولة بشكل عام بأقسامها التي تختص بالعلوم الانسانية والتي تساهم ببناء المنظومة القيّمة للإنسان وعلى هذا الأساس شاركنا اليوم بهذا المشروع الذي سيعزز الفكر التاريخي المنظم الذي يجب ان يستخدم كأداة واتكاء وعبرة لتجاوز السلبيات التي يقع فيها الانسان ونحن في هذا الوقت بأمس الحاجة لمثل هذه العناوين بناء الدولة في فكر أمير المؤمنين (ع) والذي يحدثنا عن كيفية بناء دولة الإسلام والعدل والتسامح والوئام ,هذه المنظومة التي تحل فيها المشاكل من خلال القانون".

وبين الحيدري اننا "نحاول ان نعزز التاريخ الذي يجب ان يكون ذخيرة وركيزة لبناء الحاضر , فالكلية ومن خلال باحثيها ومؤلفاتها وكتبها والرسائل العلمية على شخصية الامام علي (ع) وبناء الدولة الاسلامية مستعدة لتقدم الدعم في هذا الجانب وواجبها ودورها في نقل الواقع العلمي للحياة  وهي تقف وتساهم وتساعد كل من يريد أن يبني وطننا العزيز ويعمل على ألفة ومحبَّة  شعبه".

من جانبه قال مدير مركز المرايا للدراسات والإعلام حيدر الزركاني في كلمته "كنت اقرأ عندما كنت صغيرا واسأل حتى عرفت وادركت  ان  استثنائية علي ابن أبي طالب من الولادة في قلب الكعبة حتى  الاستشهاد في محراب الصلاة , تجعل كل ذي فطرة سليمة  يبحث عنه ليعرفه فيقترب منه  يحبه  فإذا أحبه ، أحبه علي وكان قريبا منه, يرقبه في كل لحظة ، لان علي سيكون في قلبه وعقلة يحميه ويحنو عليه, هكذا باستثنائية خاصة هي محبة علي عليه السلام".

وتابع الزركاني ان" فكرة المؤتمر نضجت واكتملت في مركز المرايا للدراسات والإعلام  وكانت الرعاية الكريمة من الامانة العامة للعتبة العلوية وبتعاون كبير مع كلية الآداب في جامعة الكوفة  اليوم نحن و من خلال هذا الفضاء الرقمي نحتفل بعيد الله الاكبر اولا  ثم نسعى مع نخبة من كبار أساتذة التاريخ الاسلامي لإحياء تراث أمير المؤمنين عليه السلام".

وعن الاهداف التي يسعى المؤتمر الى تحقيقها بين قائلاً: في الوقت الذي بات العالم الرقمي من شبكات تواصل اجتماعي و وسائل اعلام هي المصدر الاول للمعرفة ان لم نقل انها المصدر الوحيد لشريحة واسعة من المجتمع وخاصة  الشباب  الذي يواجه في حياته مشاكل ومصاعب جمة لعل اخطرها تسطيح المعرفة وضياع الهوية ومجافاة التراث والانفصال عنه مع تغييب النموذج الصالح او غيابه عن هذا الفضاء.

واكد قائلا "اننا في العراق عامة وفي النجف الاشرف خاصة نملك من العلماء والاساتذة والباحثين ما يمكننا من الاجابة على الكثير من الاسئلة التي يطرحها الشباب ومن اهمها اليوم هو بناء الدولة وهل هناك انموذج يتصل بتراثنا الفكري و العقدي كيف كان هذا النموذج و ماذا اسس وكيف لنا الاقتداء به فكان النموذج العلوي هو الاول والامثل لان نعرضه امام شبابنا بطريقة علمية تستند الى الحقائق التاريخة مستثمرين وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الجديد من اجل اغناء المحتوى الرقمي  العربي  وتقديم المعرفة الاصيلة في محاولة للوقوف بوجه موجات التفاهة أو التسطيح التي تغرق هذا الفضاء.

 وتضمنت الجلسة البحثية الاولى استعراض ثلاث اوراق بحثية قدمها كل من  (الاستاذ الدكتور حسن الحكيم رئيس جامعة الكوفة الاسبق ,والاستاذ الدكتور عبد الامير زاهد رئيس مركز دراسات الكوفة السابق  ,و الباحث الأستاذ صباح محسن كاظم  ) وأدار الجلسة فيها الدكتور عباس الحيدري.

وتستمر فعاليات المؤتمر الى يوم الاحد  الثامن من شهر آب الجاري.
 
المصدر: الموقع الاعلامي للعتبة العلوية