ماذا یجمع المسلمین بالمسیحیین والیهود في الإقتصاد؟
وأشار إلی ذلك، الخبیر الروسي المختص في الدراسات الإسلامیة والإقتصادیة "تاراس تشرنینکو" في محاضرة له بندوة "الصیرفة الإسلامیة من منظور الشهید الصدر" التي نظمها معهد أبحاث الشهید الصدر بطریقة إلکترونیة.
وقال إن الشهید الصدر في کتابه "إقتصادنا" یوجه نقداً للأنظمة الشیوعیة والرأسمالیة معاً ویؤکد أنهما لایمتثلان للقیم الأخلاقة والمعنویة وأساس کلاهما المادة والخضوع إلی المال.
وأضاف أنه قد توصل في بحوثه إلی ما توصل إلیه الشهید الصدر، قائلاً: إن النظام الرأسمالي الذي یصور للجمیع إنه ضامن للحریة والتدین هو أکثر تشدداً في التمسك بالمادة والإنقیاد وراءها وهذا ما یتجلی بوضوح في نظام الصیرفة لدیهم.
وأوضح تشرنینکو قائلاً: "علی سبیل المثال هناك کیلو من التفاح إن قمنا بإضفاءه کیلو آخر سیصبح کیلوین من التفاح وهذا هو أساس منطق الحساب والریاضیات ولکن مثلا لایجوز أن نضیف له بعض الثواني أو بعض الأمتار.
وأردف مبیناً أن السابقين من أجدادنا کانوا یقومون بإنتاج البضائع ثم یستبدلونها بالمال ثم یستبدلون المال ببضاعة أخری ومن خلال بیعهم البضائح المنتوجة في المناطق التی هي بحاجة إلی تلك البضائع یکسبون المنفعة وهکذا یؤدی الإقتصاد إلی التنمیة والنمو.
وإستطرد الخبیر في الدراسات الاسلامية والإقتصادیة قائلاً: إن الصفقات الربویة التي يتم فیها إستبدال المال بالمال والمصلحة دون وجه أو جدوی تفتقد لأي منفعة إجتماعیة.
وأکد أن الصفقات الربویة لا تدعم الإقتصاد والإنتاج بل إنه یطمح إلی کسب المنفعة دون وجه أو جدوی وهذا أمر مدمر للإقتصاد، قائلاً: "إن هناك عقیدةً مشترکةً تجمع المسلمین بالمسیحیین والیهود في هذا الجانب إذ تعارض جمیعها الربا وتحرمه شرعاً".
وأشار "تاراس تشرنينكو" الى أن الشعوب لو علمت بمنافع الإقتصاد الإسلامي لم تجرِ وراء الإقتراض السائد من البنوك.
وقال إن دولة روسيا تستخدم بشكل عام الخدمات المصرفية الإسلامية لدرجة أن وزير الاقتصاد الروسي قد حصل على جائزة لتطوير الخدمات المصرفية الإسلامية في البلاد على الرغم من أنه هو نفسه ليس مسلماً ولكنه يدرك مدى فائدة ذلك للعملاء والحكومة.
