ایکنا

IQNA

مدير إدارة الوقف الجعفري في الکویت لـ"إکنا":

صلح الإمام الحسن(ع) مهّد الطریق لنهضة کربلاء

13:09 - October 08, 2021
رمز الخبر: 3482810
الكويت ـ إکنا: أشار مدير إدارة الوقف الجعفري في الکویت، "المهندس أسامة منصور ابراهيم الصايغ"، إلى أسلوب حياة الإمام الحسن(ع) وموقفه من الرسول الأعظم(ص)، مؤكداً أن صلح الإمام الحسن(ع) مهّد الطريق لنهضة كربلاء وكان سبب انتصار ثورة الامام الحسين(ع).

وكان الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب المجتبى، ثاني أئمة أهل البيت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسيّد شباب أهل الجنة بإجماع المحدّثين، وأحد اثنين انحصرت بهما ذريّة رسول الله ومن المطهّرين الذين أذهب الله عنهم الرجس، ومن القربى الذين أمر الله بموّدتهم، وأحد الثقلين الذين من تمسّك بهما نجا ومن تخلّف عنهما ضلّ وغوى.

والإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(ع) تصدّى لمسند الخلافة بعد مبايعة الناس له بعد إستشهاد أبیه أمیر المومنین الإمام علی(ع)، فوقف أمام دسائس معاوية ورفض منحه أي مشروعية، ومن هنا تأزّم الوضع بينهما حتى كادت أن تنشب حرباً بين الطرفين، وفي نهاية المطاف فُرض الصلح على الإمام(ع).

وتُعد خيانة بعض الأمراء في جيش الإمام الحسن(ع)، وحفظ دماء الشيعة والخطر الموجود من جانب الخوارج، أسباباً لقبول هذه المعاهدة.

وفقاً لبنود هذه المعاهدة، تعهد معاوية بن أبي سفيان عدة شروط أهمها أن لا يُعيّن خليفة بعده، لكنه لم يفِ بأي من الشروط، وعيّن ابنه يزيد خليفة؛ وحاول أخذ البيعة له من الناس، والذي أدّى إلى واقعة كربلاء.

في هذا الصدد، ولتسليط الضوء على حياة الامام الحسن المجتبى(ع) وصلحه مع معاوية بن أبي سفيان أجرت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) حواراً مع مدير إدارة الوقف الجعفري التابعة للأمانة العامة للأوقاف الکویتیة المهندس "أسامة منصور ابراهيم الصايغ".

فيما يلي النص الكامل للحوار:

لماذا عُرف الإمام الحسن(ع) بكريم أهل البيت(عليهم السلام)؟


عظم الله أجورنا وأجورکم باستشهاد الرسول الأکرم(ص) والمعصومین(عليهم السلام) في شهر صفر. اشتهر کل إمام بکنیة معینة وکنیة الإمام الحسن المجتبی(ع) هي کریم اهل البیت(ع)؛ کما کنیة الامام علی بن الحسین زین العابدین هي السجاد وسید الساجدین وکنیة الامام محمد بن علی هي الباقر وهو باقر العلوم و هکذا بقیة الأئمة.

وتمیز کل إمام بکنیة معینة وکلهم کرماء وکلهم باقرو العلوم وکلهم کاظموا الغیط وکلهم صادقوا القول؛ اما الامام الحسن(ع) اشتهر بکریم العطاء وقاسم الله عز وجل ماله مرتین، وروي ثلاث مرات، حتى كان يعطي نعلاً ويمسك نعلاً، ويعطي خفاً ويمسك أخرى.

کان الإمام(ع) یتحلی بالكرم ونبذ البخل، والمبادرة بالعطاء لكي لايُرى الذل والانكسار على وجهه السائل وليُحفظ ماء وجهه وكرامته، کما أظهر الإمام الحسن(ع) الكرم والمغفرة للمحتاج قبل طلب المساعدة.

ما هي مكانة الامام الحسن (عليه السلام) لدى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

الإمام الحسن (ع) نشأ في أحضان جدّه رسول الله (عليه السلام) وتغذّى من معين رسالته وأخلاقه ويسره وسماحته، وظلّ معه في رعايته وأهّله للإمامة التي كانت تنتظره بعد أبيه، وقد صرّح بها جدّه في أكثر من مناسبة حينما قال: "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، اللهمّ إنّي اُحبّهما فأحبّ من يحبّهما".

لقد خصّ الرسول الأعظم حفيديه الحسن والحسين (عليهما السلام) بأوصاف تنبئ عن عظيم منزلتهما لديه، فهما:  "ريحانتاه من الدنيا وريحانتاه من هذه الاُمّة"، و"هما خير أهل الأرض وهما سيّدا شباب أهل الجنة".

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم  وهو الرسول القائد يلعب مع الحسن حتی في المسجد وحین کان یخطب أم في أثناء الصلاة.

ما هي أسباب صلح الإمام الحسن(ع) مع معاوية بن أبي سفيان؟

علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف الموضوعية والحوادث التاريخية التي اكتنفت صلح الإمام الحسن(عليه السلام)، إذ لابد من دراسة الوقائع والاحداث والزمان والظرف الذي صاحب الإمام(ع).

وصلح الإمام الحسن(ع) لعله معجزة من معاجز الدهر. االأوضاع والأحوال كانت توجب على الامام المجتبى(عليه السلام) أن يصالح لحقن دماء المسلمین، والظروف السیاسیة وعدم وجود أواصر الاخوة بین المسلمین، وجود خذلان في المجتمع الإسلامي، وخیانة کثیر من ادعوا الولاء للإمام(ع) كل هذه الأمور أجبرت الإمام الحسن(ع) علی قبول الصلح.

ما هي تداعيات صلح  الإمام الحسن(عليه السلام) على المجتمع الاسلامي آنذاك؟

كان صلح الامام الحسن(ع) بدایة ومقدمة لنهضة الإمام الحسین(ع) یعني لولا صلح الإمام حسن(ع) لما نجحت ثورة الإمام الحسین(ع).

كانت فترة الصلح الذي أقامه الإمام(ع) فترة إعداد تدريجي للأُمّة لمواجهة الحكم الأموي حتى يحين اليوم الموعود يوم يكون المجتمع الإسلامي مستعداً للثورة.

يوم صلح الإمام الحسن (ع) لم يكن المجتمع قد بلغ ذلك المستوى من الوعي والاستيعاب بما يخدم هدف الإمام(ع) في تلك الفترة كان المجتمع أسير الأماني والآمال، تلك الأماني والآمال التي بثّت فيه روح الهزيمة.

إذن كان هدف الامام الحسن(ع) هو أن يهيّئ عقول الناس للثورة على حكم الأمويين، ويمنحهم الفرصة لاكتشافه بأنفسهم مع التنبيه على ما فيه من مظالم وجرائم وانتهاكات للأحكام الإسلامية ممّا يبعث الوعي ويبثّه في أفكار الناس.

لماذا أقدم معاوية بن أبي سفيان على قتل الإمام الحسن(عليه السلام)؟

معاویة أقدم علی قتل الإمام الحسن(ع) لأن هذا الصلح کان یأتي الحق بالإمام الحسن(ع) بخلافة المسلمین بعد معاویة لعنة الله علیه وکان معاویة یرید توریث الخلافة الی ابنه یزید، فقام بقتل الإمام الحسن(ع) وسمّه عن طریق جعدة لیمهد الطریق لابنه یزید لعنة الله علیهم أجمعین.

captcha