وبعد تراجع الجائحة وعودة الإطمئنان إلی الدول والشعوب وحقن اللقاح لنسبة کبیرة من شعوب العالم بدأت تعود السیاحة إلی ما کانت علیه.
إن السیاحة الحلال قطاع جدید في الکثیر من الدول التي تری فیه فرصة إقتصادیة تعمل علی إستغلالها من خلال بناء مطاعم وفنادق تقدّم خدمات حلال إلی السیاح القادمین من مختلف الدول الإسلامیة.
ونظراً لتزايد أعداد المسلمين في اليابان، قد عملت هذه الدولة في السنوات الأخيرة على تعزيز قطاع السياحة الحلال، بما في ذلك زيادة عدد المطاعم والفنادق التي تخدم السياح المسلمين.
وعملت دولة الیابان علی تطویر هذا القطاع الجدید من خلال إطلاق سوق الحلال، وإلغاء التأشیرة لمواطني بعض الدول والدعایة علی المستوی الدولي والعروض الإلکترونیة والتعاون مع المنظمات الإسلامیة الغیر حکومیة.
وأدّى تفشي كورونا الى أن تواجه صناعة السياحة الحلال في اليابان الكثير من المشاكل والتحديات، رغم أن الحكومة اليابانية تسعى لإعادة السياحة الحلال إلى ما قبل كورونا وفي هذا الاطار، تمّ مؤخراً اصدار دراسة علمیة تحت عنوان "مستقبل السیاحة الحلال في الیابان بعد کوفید 19: مشهد عملاني إقتصادي" (The Future of the Halal Tourism Market in Japan After COVID-۱۹: An Economic Pragmatism Perspective).
وکانت السیاحة الحلال في الیابان قد واجهت تحدیات جمة حیث تعد الیابان الدولة ذات الأعلی نسبة في إستهلاك لحوم الخنزیر في مطاعمها کما أنها تعاني من شح في توفیر إماکن لأداء الصلاة.
وخاضت الیابان مجال حلال منذ 5 سنوات حیث قامت ببناء مطاعم وفنادق حلال ورخصت الکثیر من المنظمات والجمعیات لتعمل في هذا المجال منها جمعیة حلال الیابانیة (JHA)، وجمعیة نیبون أسیا لـ حلال (NAHA)، والجمعیة المهنیة للمسلمین الیابانیین (MPJA).
ورغم ذلك یعتقد الکثیر أن علامة حلال والرسوم التي یجب أن تدفع من أجل الحصول علیها هي عملیة غیر ضروریة وبالتالي یمکن إزالتها من خلال عمل إبداعي.
وفی هذا الإطار تقوم بعض المطاعم التي لا تحمل علامة حلال بعرض بعض الأطعمة الحلال وتسجیل المواد المکونة لهذه الطبخات لتؤکد للسائح أنها أعدت بمواد شرعیة.
ويُعدّ سوق السياحة الحلال في اليابان حالياً من أكثر الأسواق الواعدة من حيث النمو، وذلك بفضل المطاعم والفنادق التي تديرها بشكل أساسي الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والمطاعم التي تديرها العوائل.
يبدو أن السياحة الحلال في اليابان كالقطاعات الأخرى ذات الصلة بالخدمات في البلاد تعود تدريجياً إلى مسارها الأصلي بعد نهاية جائحة كوورنا، وذلك بسبب الدعم الحكومي وزيادة طلبات السفر.