ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ..

الشکر هو عرفان النعمة

19:00 - May 16, 2023
رمز الخبر: 3491173
بيروت ـ اكنا: ان الشُّكر هو عِرفان النِّعمة وإظهارها والثناء بها، ولما كان الله تعالى هو المنعم الأول والأخير على الإنسان وجب على الإنسان أن يعترف لله بنعمه وهي جليلة وعظيمة ولا يمكن إحصاؤها وعدها

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "بِالشُّكْرِ يُسْتَجْلَبُ الزِّيادَةُ".
 
ما هو الشُّكر؟

هو عِرفان النِّعمة وإظهارها والثناء بها، ولما كان الله تعالى هو المنعم الأول والأخير على الإنسان وجب على الإنسان أن يعترف لله بنعمه وهي جليلة وعظيمة ولا يمكن إحصاؤها وعدها، وأن يُثني عليه بما هو أهله من الثناء والحمد. وكذلك يجب الشكر على العبد تجاه العباد الذين أسدوا إليه معروفاً، والثناء عليهم والشكر لهم هو في الحقيقة شكر لله تعالى، إذ لا يشكر الخالق من لا يشكر المخلوق.

والشُّكر صِفة فِعلية لله تعالى مُشتقة من أسمائه الحُسنى: الشَّاكر، والشَّكور، فهو سبحانه وتعالى الذي يشكر من شكره، يشكر القليل من العمل، ويضاعف للشاكرين أعمالهم بغير حساب.
وقد حكم العقل بوجوب شكر المُنعِم، كما حثَّ القرآن الكريم على ذلك تأييداً لحكم العقل الذي لا يتناقض مع الشرع بحال من الأحوال. وقد أكَّد علماء العقيدة الإسلامية على هذا المبدأ العَقدي المُهِمِّ، وقالوا: بما أنّ شكرَ المُنعم واجب، فلهذا تجب معرفة هذا المنعم، وهو الله تعالى، لأنّه لا يتم هذا الشكر إلاّ بعد معرفة المنعم. وقد رُوِيَ عن الإمام الحسن بن علي العسكري (ع) أنه قال: "لاَ يَعْرِفُ النِّعْمَةَ إلاّ الشاكِرُ، وَلاَ يَشْكُرُ النِّعْمَةَ إلاّ العارِفُ".
 
كيف يتحَقَّقُ الشكرُ؟

يتحقَّقُ الشكر باللسان تارة وذلك بأن يثني الإنسان على من أنعم عليه بنعمة، أو أسدى إليه معروفاً أو خدمة، وهذا هو الشكر القَولِيُّ، رُوِيَ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ، إِلّا أَدَّى شُكْرَها".

ويتحقَّقُ تارة أخرى باعترافه بالنعمة، وإقراره للمنعم المتفضِّل بها، وأن كل ما في يده قد خَوَّله الله إيّاه. وهذا هو الشكر الحالي، أي أن يكون الإنسان في كل حالٍ من أحواله معترفاً لله بوافر نِعمه، وجليل فضله، وعظيم معروفه، فقد جاء عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "مَا مِن عَبدٍ أنعَمَ اللّهُ عَلَیهِ نِعْمَةً فَعَرَفَ أَنَّها مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ قَبلَ أَنْ یَحْمَدَهُ".

ويتحقَّقُ ثالثة بإنفاق نِعَم الله فيما يريده الله ويرضاه، واجتناب إنفاقها في معصيته تعالى، فقد جاء عن الإمامُ عليٌّ (ع)أنه قال: "شُكرُ كُلِّ نِعمَةٍ الوَرَعُ عن مَحارِمِ اللَّهِ". ونُسِبَ إلى الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: "أَدْنَى الشُّكرِ رُؤيَةُ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ مِن غَيرِ عِلّةٍ يَتَعَلَّقُ القَلبُ بها دُونَ اللَّهِ والرِّضا بِما أَعْطاهُ، وأَنْ لا تَعْصِيَهُ بِنِعمَتِهِ وتُخالِفَهُ بشيءٍ مِنْ أَمْرِهِ ونَهيِهِ بِسَبَبِ نِعمَتِهِ". 
 
على مَنْ يَرجِع مَردود الشكر؟

إنَّ مَردودَ الشكر يرجع إلى الشاكر لا إلى المَشكور، فالشاكر هو الذي ينتفع بشكره لمن أنعم عليه أو أسدى إليه معروفاً. 
 
فإن كان الله هو المَشكور فإنه هو الغَنيُّ الصَّمَدُ، يحتاج كل الخلق إليه، ولا يحتاج إلى شيء من خلقه، فذاته المُقَدَّسة فَيضٌ مُطلق، وهي التي أوجدت الخلقَ، وهي التي تفيض عليهم فيضاً متوالياً مُؤَبَّداً، وقد أعلن الله للناس أنه يشكر شكرهم، ويزيدهم من فضله ونِعَمِه إن هم شكروها، قال تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ..."﴿7/ إبراهيم﴾. فمردود الشكر يرجع إلى إلينا نحن البشر لا إلى الله، وقد نَبَّه الله تعالى على هذه الحقيقة بقوله: "...وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ"﴿12/ لقمان﴾.
 
وإِنْ كان المَشكور واحداً من الناس فإن اعتراف الشاكر بفضله ومعروفه ثنائه عليه يرضيه من جهة، ويدعوه من جهة أخرى إلى مزيد من الفضل والمعروف على الشاكر إذ يرى معروفه لم يذهب سُدى، وأنه وقع في محلِّه، وقع في اليد التي تستحقُّه، وهذا ما تشهد له التجربة الإنسانية الطويلة.
 
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنیة السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

 
أخبار ذات صلة
captcha