ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

سبب النجاح ترك التواني

11:06 - May 23, 2023
رمز الخبر: 3491268
بيروت ـ إکنا: إن سبب النجاح ترك التواني، لکنّ الكَسَل یعدّ واحداً من الأسباب المهمة للفشل وفوت المطلوب، ومن دام كسله خابَ أمله، ومن تعَوَّد الكسل وفضَّل الراحة فقد الراحة، ومَن ركب ظهر التَّفريط والتَّواني والكَسَل نزَل بدار العُسْرة والنَّدامة، ومَن نام على فراش الكَسَل أصبح مُلْقًا بوادي الأسف، وقال الإمام أمير المؤمنين (ع): "آفةُ النُّجْحِ الكَسَلُ".

رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "بِالتَّواني يَكُونُ الْفَوْتُ".

التَّواني: الكَسَلُ، وترك المُبادرة، والتضييع، والإهمال، والتباطؤ، وعدم الاهتمام بالعمل والتقصير فيه، وعدم ضبطه، وأدائه -إن أدّاه- كيفما اتفق. وجميع ما سبق مذموم، ومن اتصف بذلك أو بواحد منها ضاع وأضاع، وخَسِرَ وفَشِلَ، وفاته ما يرغب به، وكانت عاقبته الندم والحسرة، ولاتَ حين مندم.

إنَّ لكل عمل تريده وقتٌ يجب أن تُنجِزَه فيه، والوقت يمُرُّ سريعاً، الوقت لا ينتظرك، ولا يفي لك، فليس لك وأنت العاقل الحَصيف أن تتوانى وتتثاقل تتكاسل عن فعل ما يجب فعله، بل عليك أن تستغِلّ الوقت الاستغلال الأمثل، وتبادر إلى الفعل حين تتكامل أسبابه وتتهيأَ ظروفه، فإنك لا تدري ماذا يحمل لك الغد، أتكون في الأحياء أم تكون في الأموات، وإن كنت في الأحياء فأنت لا تدري هل تبقى قادراً على الفعل أم تصير عاجزاً، هل تبقى الظروف مُؤاتية لك أم تتغير، وهل تبقى الفرصة سانحة أم تذهب، والفرص تَمُرُّ مَرَّ السَّحاب.

واعلم قارئي الكريم: أنَّ سبَبَ النجاح ترك التواني، فواجِه ذلك بالمبادرة والمعاجلة، والمعاجلة هنا مَمدوحة وليست مَذمومة، كما قال الإمام أمير المؤمنين (ع): "التُّؤَدَةُ مَمدوحَةٌ في كُلِّ شَي‏ءٍ إلّا في فُرَصِ الخَيرِ".

وقال (ع): "لا يَستَقيمُ قَضاءُ الحَوائجِ إلّا بِثَلاثٍ: بِاستِصغارِها لِتَعظُمَ، وبِاستِكتامِها لِتَظهَرَ، وبِتَعجيلِها لِتَهنُؤَ". 

وكلَّم الله سبحانه نبيه موسى (ع) فقال: "وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿83﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ"﴿84/ طه﴾.

فقد كان المطلوب أن يُكلِّم موسى ربَّه برفقة قومه، وهم النقباء السبعون ولكنه (ع) استعجل الذهاب إلى الميقات المُحدَّد فوصل قبلهم، وقد عَلَّلَ سبب تَعَجُّلِه أنه اشتاق إلى لقاء الله فأسرع في الوصول قبلهم لينال رضاه تعالى لأنه ملجؤه ومعينه وهاديه ومرشده.

وكما أن سبب النجاح ترك التواني، فإن الكَسَلَ واحدٌ من الأسباب المهمة للفشل وفوت المطلوب، ومن دام كسله خابَ أمله، ومن تعَوَّد الكسل وفضَّل الراحة فقد الراحة، ومَن ركب ظهر التَّفريط والتَّواني والكَسَل نزَل بدار العُسْرة والنَّدامة، ومَن نام على فراش الكَسَل أصبح مُلْقًا بوادي الأسف، وقال الإمام أمير المؤمنين (ع): "آفةُ النُّجْحِ الكَسَلُ".

فكم من فُرصة ضاعت منك بسبب توانيك وتسويفك، وكم من باب خير فُتِحَ لك فأغلقته بتسويفك، وكم من نَفْعٍ قَدِمَ عليك فتثاقلتَ حتى عن فتح الباب له، وها أنت الآن تعضُّ أصابعك ندامة على ما فَرَّطتَ وتوانَيتَ، ترى أصدقاء لك قد تقدموا حين عزموا وهَمّوا وعمِلوا وكَدّوا، وتجد أنك لم تزل حيث أنت لم تتقدم خطوة، ولم تنَلْ شيئاً مما ترغب، قد فاتَك الكثير، وخسِرتَ الكثير.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

captcha